إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
تفاسير سور من القرآن
95251 مشاهدة print word pdf
line-top
القوامة للرجل

...............................................................................


وإنما جعل الله الرجال قوامين على النساء لما جعل الله في الذكورة بجبلتها وخلقتها من القوة والكمال وقصور الأنوثة عن ذلك؛ ولذلك كان الولد ينسب إلى الرجل. والمرأة راضية؛ نفس المرأة تقول لولدها الذي نفست به وخرج من قبلها: هذا ابن فلان؛ تعني زوجها فتنسبه لأبيه؛ وفقا لقوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ .
وجعل الله الرجل هو المسئول عن المرأة يقوم أخلاقها ويقوم بشئونها، وهو مترقب النقص والبذل دائما، وهي مترقبة الزيادة دائما. وجعل الله النساء ينفق عليهن ويكفين المؤونة ليس للإهانة لهن ولا لهضم بحقوقهن.
ولكنما هو إكرام لهن بحسب طبيعتهن وخلقتهن التي جبلهن عليها خالق السماوات والأرض؛ لأن المرأة تتعرض لأعين الخونة؛ لأن المرأة كلها هي متعة وتلذذ أبت أم كرهت؛ لأن عين الإنسان إذا نظرت إلى جمالها التذت منها، واستغلت جمالها كرها.
فاقتضت حكمة الشرع أن تصان وتجعل كالدرة المصونة، وتكفى مؤن الدهر ولوازمه ونوائبه لئلا تضطر إلى الابتذال وما لا يليق بشرفها؛ فهذه تعاليم الإسلام وصيانته للمرأة وإكرامها وبذلها لحقوقها الكاملة؛ مع ما بينا مرارا أنها تساعد في بناء المجتمع، وتربية الأسرة داخل بيتها مساعدة أعظم مما يعمله الرجل خارجا.
لكن تلك المساعدة في عفاف وستر وكرم، وهذا واضح من .. يعلم أن تفضيل الرجل في الميراث عن المرأة لحكمة بالغة واضحة لا يجهلها إلا من طمس الله بصيرته.

line-bottom